البحث عن وظيفة هو الهم الذي يوحد اليوم الكثير من شباب العرب الذين باتت البطالة تمثل لديهم كابوسا مزعجا يتمنون الهروب منه بسرعة شديدة ، ولكن ليس بالأمنيات وحدها دائما يتم حل المشكلات!
التدريب أولا .. فمن خلال إدراك الشاب لطبيعة المهن المطلوبة في سوق العمل ومحاولته اكتساب المهارات الخاصة بها يمكن أن ينقل نفسه بصورة كاملة من مجرد رقم في عدد العاطلين إلى قيمة مضافة لوطنه ولأمته، وذلك على حد تأكيد الدكتور أحمد محمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية في كلمته أمام المؤتمر الدولي التاسع حول مشاركة المرأة والشباب في التنمية العربية والذي عقد بالقاهرة مؤخرا .
فالوطن العربي يتمتع بأعلى نسبة من الشباب على مستوى العالم، كما أنه يتميز بتباين مكوناته من حيث القوى البشرية والقدرات المادية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي يتطلب توظيف هذا كله لخدمة التنمية العربية – وذلك على حد قول لقمان الذي يطالب بإيجاد تعاون عربي فعال يستهدف تحسين الأداء الاقتصادي، والمناخ الاستثماري، والتركيز على تطوير منظومة تنمية الموارد البشرية.
نمو وازدهار
وبحسب قول الخبير فإنه يجب إطلاق كافة الطاقات الابتكارية والإنتاجية الكامنة لدى الشباب من أجل تجميع رأس المال البشري وتحويله من عبء ضاغط ومستنزف للموارد إلى طاقة وميزة تنافسية عالية تجعل اقتصادياتها تحقق معدلات نمو تحاكي البلدان الأكثر تقدما.
وتعتبر القوى البشرية هي الثروة الحقيقة التي يتمتع بها العالم العربي لذا يجب تزويدها بالمعرفة والمهارات المرنة التي من شأنها أن تدعم عمليات توطين الوظائف في العديد من البلدان العربية طبقا للمدير العام لمنظمة العمل العربية الذي أشار إلى أن سر نهضة ونمو وازدهار الوطن العربي يكمن في عقول أبنائه وسواعدهم .
لاشك أن مراعاة مسألة الإعداد التقني والمهني للقوى العاملة الشابة من الأشياء الهامة التي يجب مراعاتها من أجل المنافسة في سوق العمل لأداء ممارسة المهن الجديدة، يعد أحد الحلول الهامة لمواجهة مشكلة البطالة وفقا لما قاله الدكتور لقمان، الذي يرى أننا اليوم في سباق مع الزمن لمواكبة متطلبات وسرعة المتغيرات التي ترافق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية في العالم وحجم التنافس الشديد للحصول على فرص العمل لطالبيه بشكل عام والشباب على وجه الخصوص .
إصلاح التعليم
وفي ورقة تقدم به الدكتور عيسى الغزالي المدير العام للمعهد العربي للتخطيط إلى المؤتمر فإن عدم ربط التعليم بسوق العمل في الدول العربية هو السبب الرئيسي في ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب .
ووفقا للغزالي يمكن صياغة التحدي التنموي في مجال بطالة الشباب الذي يواجه معظم الدول العربية في انعدام الصلة بين الزيادة الملحوظة في التحصيل التعليمي التي حققتها الدول العربية ومعدل النمو الاقتصادي الحقيقي.
انخفاض معدلات الانفاق على التعليم في الدول العربية مقارنة بدول العالم يعتبر من الأسباب الرئيسية في ارتفاع نسبة البطالة، إذ أنه على الرغم من تميز الدول العربية بدرجة مساواة متوسطة في توزيع الدخل مقارنة بدول العالم إلا أن هناك عدم مساواة في توزيع التعليم طبقا لما جاء في تقرير البنك الدولي حول إصلاح التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي صدر عام 2007 والذي تحدث عنه الغزالي في ورقته .