المحتويات
سؤال
هل من الممكن أن يظل الشاب على طريق الاستقامة طيلة عمره أم أن الانحراف والوقوع في الخطأ أمر طبيعي يحدث لمعظم الشباب؟
فعدد كبير من الشباب يبدأ حياته طائعا لله ثم لا يلبث أن يقع في طريق المعاصي، قبل أن يعود مرة أخرى إلى الحق وهكذا فهو يعيش تارة على الطاعة، وأخرى على المعصية وبحسب توصيف الداعية الأستاذ عمرو خالد فإن هذه السمة أصبحت من الأمور المميزة للشباب اليوم.
كان النبي – صلى الله عليه وسلم – حريصا على توجيه الصحابة إلى طريق الاستقامة، وهو ما لفت إليه خالد الانتباه في برنامجه “كلام من القلب” والذي تبثه فضائية “دريم”، فذات مرة وبينما كان الحبيب جالسا بين أصحابه قال له سيدنا عمر بعدما رأى الشعر الأبيض قد بدأ يظهر في لحيته لقد شبت يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “نعم يا عمر شيبتني هود وأخواتها” فقال سيدنا عمر لم يا رسول الله فقال النبي: فيها آية شيبتني يا عمر فقال ما هي يا رسول الله فقال: “فاستقم كما أمرت ومن تاب معك”.
الصحبة السيئة
و أتى رجل إلى رسول الله وهو يقول يارسول الله دلني على عمل لا أسأل عليه أحد بعدك، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – “قل آمنت بالله ثم أستقم”، موضحا أنه فى مرة أخرى يقابل النبي – صلى الله عليه وسلم – سيدنا حارثة وهو في سن التاسعة عشرة فيسأله كيف أصبحت يا حارثة؟ فيرد حارثة: أصبحت وكأني أرى عرش ربي بارزا، وكأني أرى أهل الجنة يتنعمون في الجنة، وكأني أرى أهل النار يصطرخون في النار فعزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، فقال له النبي: “يا حارثة عرفت فالزم”.
وتبعا لما أكده الداعية الإسلامي فإن الصحبة السيئة تعد واحدة من الأسباب الرئيسية للانحراف لدى الشباب وهو الأمر الذي تؤكده عشرات القصص الواقعية القديمة والعصرية.
النفس الإنسانية
ويعتبر الفراغ لدى كثير من الشباب أحد أبرز العوامل التي تقود للانحراف، وفى هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم – “نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ”، ولهذا يجب على الشاب أن يعمل على استغلال أوقات الفراغ، وكان عبد الله بن مسعود يقول: “لا يصل المسلم إلى حقيقة الإيمان حتى يكون وقته أغلى عليه من ماله”، ويقول الإمام الحسن البصري: كل يوم ينشق فجره ينادي “يا ابن آدم .. أنا خلق جديد.. وعلى عملك شهيد.. فأغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة”.
ويزين الشيطان المعصية في عين الشباب، فيقع في المعصية، ويبتعد عن ربه ليخسر بعد هذا كل شيء، مشيرا إلى أن الإقبال على المعصية يحدث بصورة تدريجية مثلما يكون الأمر مع الطاعة، موضحا أن النفس بطبيعتها ضعيفة وتحتاج إلى التعود على الطاعة تدريجيا حتى لا تفقد توازنها، فهذا الدين طبقا لما يقوله خالد متين ويجب التوغل فيه برفق.
وقال خالد أن وسائل الإعلام وما تقدمه من مواد إباحية تسمم تفكير الشباب وتوقع بهم في الهلاك، إلى جانب قيام الشباب بتقليد الغرب والتخلي عن قيمه الإسلامية، مشيرا إلى أن مدخل التقليد يعتبر من أكبر وأخطر عوامل الانحراف لدى الشباب اليوم.