ماذا تمثل الرياضة بالنسبة لك؟ هل هي مجرد تلك اللعبة التي تشاهدها بين الحين والآخر أمام التلفزيون لتؤازر هذا الفريق أو ذاك؟ هل تكتفي بتشجيع الآخرين على ممارستها؟ أم أنك لا تحب أن تقوم بدور المتفرج وتمارسها بنفسك؟!
الصورة العامة تشير إلى أنه في الوقت الذي يكتفي فيه الكثير من الشباب في العالم العربي بالتشجيع الذي يعلوه التعصب في أحيان كثيرة للفرق المتنافسة المختلفة خاصة في كرة القدم، فإن الكثير من دول العالم الأخرى تتميز بحرص شبابها على ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها.
وبحسب دراسات علمية حديثة فإن 70% من أبناء القارة الأوربية يمارسون الرياضة بانتظام في الوقت الذي لا تتجاوز فيه نسبة ممارسي الرياضة داخل الوطن العربي3% من السكان، وفي الوقت الذي حظيت فيه سويسرا بأعلى نسبة بين سكان العالم الأكثر ممارسة للرياضة حيث حصلت على 81% جاءت الدول العربية في ذيل القائمة وذلك طبقا لحلقة نقاشية قامت فضائية الجزيرة القطرية ببثها مؤخرا.
السمنة تتزايد
التركيز على مشاهدة الرياضة دون ممارستها يبدو أثره واضحا على شباب السعودية، وبحسب تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية مؤخرا فإن نصف أبناء المجتمع السعودي معرضين للسمنة أو مصابين بها بالفعل، والسبب الرئيسي في هذا بالطبع عدم ممارسة الكثيرين منهم للرياضة بصورة منتظمة.
وكان الانتشار الكبير للسمنة في أوساط الطالبات السعوديات قد دفع جامعة الملك سعود إلى إنشاء ناد خاص بالطالبات لتشجيعهن على ممارسة الرياضة وهو الأمر الذي يساعد على مواجهة انتشار داء العصر المعروف اختصارا باسم السمنة.
وبحسب جريدة الشرق الأوسط السعودية فإن إحصائيات حديثة أكدت أن 51 في المائة من النساء و45 في المائة من الرجال مصابون بداء السمنة في المجتمع السعودي مما يتطلب تكثيف حملات التوعية لدى شرائح المجتمع لمحاربة هذه الظاهرة وذلك من خلال التوسع في ممارسة الرياضة.
شهية مفرطة
ليس شباب السعودية وحدهم الذين يدفعون الثمن الفادح لعدم ممارسة الرياضة فشباب الدول الخليجية الأخرى يعانون من المشكلة نفسها، وطبقا لدراسة علمية نشرت في عام 2005 فإن كافة دول الخليج تسجل تزايدا واضحا للأمراض المرتبطة بالسمنة التي تصيب حتى 70% من النساء و50% من الرجال طبقا لدراسة علمية نشرت في العام 2005.
وكانت الكويت قد احتلت المرتبة الأولى عالميا من حيث ارتفاع معدلات السمنة فيها وذلك تبعا لما أكدته منظمة الصحة العالمية، وأرجعت دراسات طبية كويتية الانتشار الكبير للسمنة بين شباب البلاد إلى أن 90% من المصابين لديهم شهية مفرطة في تناول الأغذية الغنية بالدهون والسكريات، إضافة لعوامل وراثية ووجود اضطراب في الغدد الدرقية والنخامية، فضلا عن اتباع عوامل سلوكية غذائية ضارة وكل هذا بالطبع بالإضافة إلى عدم إقبال الشباب بصورة عامة على ممارسة الرياضة.
ولم تنجو البحرين من هذه المشكلة أيضا حيث زادت نسبة السمنة في السنوات الأخيرة في مملكة البحرين، حيث أصبحت ثاني دولة خليجية من حيث نسبة البدانة ضمن دول الخليج العربي بعد دولة الكويت.
الشرق والغرب
وكان استطلاع للرأي أجراه مركز المعلومات ومركز دعم القرار بمجلس الوزراء المصري قد أكد أن 27% من الأسر المصرية لديها ابن واحد يمارس الرياضة بانتظام، وأن 64% من أبناء هذه الأسر يمارسون كرة القدم كما يهوي 15% منهم رياضة الكاراتيه و13% يمارسون السباحة، و49% من أبناء هذه الأسر يمارسون الرياضة في النادي بينما 28% يمارسونها في مراكز الشباب.
وحول أثر ممارسة الرياضة في العلاقات الاجتماعية والثقة في النفس لدى الشباب أجرى المركز استطلاعا للرأي على عينة حجمها 1060 من أولياء الأمور الذين لديهم أبناء في الفئة العمرية من 6 إلى 21 سنة بهدف التعرف على رأيهم في ممارسة أبنائهم الرياضة.
وقد أجمع أولياء الأمور على أن الشخص الذي يمارس الرياضة تكون صحته أفضل من الشخص الذي لا يمارسها، كما رأت نسبة تتراوح بين 79% إلى 95% من أولياء الأمور أن الشخص الذي يمارس الرياضة يكون اجتماعيا أكثر وثقته بنفسه أعلى كما أنه يتعامل مع المواقف الصعبة بصورة أفضل ولديه التزام أكثر، بالإضافة إلى أنه يحترم الآخرين أكثر من الشخص الذي لا يمارس الرياضة، و أشارت نسبة 85% من أولياء الأمور إلى أن الشخص الذي يمارس الرياضة لا يكون عدوانيا كما أن مستواه الدراسي لا يقل عن الشخص الذي لا يمارس الرياضة.
وتؤكد الدراسات العلمية أن أغلب المصابين بالسمنة من شباب العرب لا يحتاجون لتدخل جراحي للعلاج من هذا المرض حيث يتطلب الأمر في أحيان كثيرة تغيير سلوكهم الغذائي والحرص على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة.
وتشير أحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن أعداد الأفراد الذين يصنفون ضمن فئة الوزن الزائد وصلوا حتى نهاية العام الماضي إلى نحو 1.3 مليار نسمة مقارنة بنحو 800 مليون نسمة يعانون انخفاض الوزن.
وعالميا فإن كثيرا من دول العالم يعاني ارتفاع نسبة السمنة خاصة الدول المتقدمة ومن بينها الولايات المتحدة التي يصل فيها معدل السمنة إلى وجود شخص من كل ثلاثة أشخاص مصابين بالسمنة أو يعانون ارتفاع الوزن عن معدله الطبيعي.