كلنا يبحث عن السعادة لكن لا يجدها سوى القليلون في الوقت الذي يظل الكثيرون طوال عمرهم يلهثون من أجل الوصول إليها وكأنها سراب من المستحيل الإمساك به.
والحقيقة الثابتة التي تغيب عن أذهان العديد من الشباب هي أن السعادة تنبع من الداخل، وليست وليدة الخارج كما يتصور البعض فالإنسان السعيد هو من يتحدث عن انطباعاته الداخلية بقدر كبير من التفاؤل، ويجعل الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء” نصب عينيه وفقا لما يقوله الدكتور صلاح الراشد خبير التنمية البشرية المعروف.
فالظن يبدأ بفكرة ثم ينتقل إلى شك ثم يرتفع إلى قناعة، وفي النهاية يصبح يقين، فلنظن خيرا في المولى سبحانه وتعالى وبأمتنا حتى نكون سعداء متفائلين بالخير في الدنيا والآخرة، هكذا يشدد الراشد في حديثه لبرنامج الشريعة والحياة بفضائية الجزيرة مؤخرا.
وكما أن للحزن علامات فإن للسعادة مؤشرات يمكن قياسها، فالطمأنينة تعد دليلا واضحا على السعادة، ووفقا للخبير المعروف فإنها تشير إلى سكون القلب وكذلك التفاؤل يعتبر برهانا واضحا على مدى السعادة الذي يتمتع به الشاب، فالسعيد يرى الجانب الجميل في كل شيء يحيط به ونظرا لأهمية التفاؤل الكبيرة أصبح المتخصصين في علوم الإدارة والسياسة والتسويق يقومون بتدريس طرق اكتسابه لتلاميذهم.
التوازن
إياك أن تبخل على نفسك يوما ما بالابتسامة فهي عنوان السعادة التي تبحث عنها، وفي حين أن البعض من الناس قد يخجل منها فإن النبي صلي الله عليه وسلم حث عليها بقوله “تبسمك في وجه أخيك صدقة”، وكذلك يعد الضحك من علامات السعادة حيث كان النبي صلي الله عليه وسلم “يضحك حتى تظهر نواجذه” ولكن لا يعقل أن يستمر شخص في الضحك من الصبح إلى الليل لأن ذلك بلادة هذا ما يوضحه الراشد.
وبحسبه فإنه ليس معنى هذا أن يكثر الشاب من الضحك فالإنسان عندما يضحك يفرز مادة تدعى “الأندر وفين” في الجسم وهى من فصيلة “المروفين” وهي مادة مخدرة وبالتالي فالشخص إذ استمر في الضحك لفترة كبيرة يكون بطبيعته فاقدا للوعي، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإكثار من الضحك في قوله صلى الله عليه وسلم “إياكم والضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب” والقرآن الكريم أشار إلى ذلك في وصف سيدنا سليمان “فتبسم ضاحكا من قولها”.
النجاح في الدنيا
النجاح بدون سعادة قد يسبب للفرد العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية، فهو قد يدفعه إلى الانتحار ولكنه إذا امتزج النجاح بالإيمان سيخدم نفسه وكذلك الآخرين معه، فالسعادة تعد عنصرا هاما للشباب في حياتهم حتى يستمر عطاؤهم وبالتالي يحققون النجاح في الدنيا والآخرة، فالسعيد يحقق أحلامه وطموحاته باستمرار حتى وإن أعطى قليلا، فقليل دائم خير من كثير منقطع هذه هي المعادلة التي يضعها خبير التنمية البشرية.